عشوائيات

محمد هايف المطيري : تجمع ثوابت الامة

لم استغرب هجوم جريدة الوطن فخلافهم مع نواب كتلة العمل الشعبي ومحاربي سراق المال العام قديم ..كما لم يفاجئني موقف ثوابت الامة والنوّاب الذين هم على نهجهم.. فشهر محرم لم يمض عليه اكثر من بضعة ايام والفرصة كانت مؤاتية للانتقام من المجوس وعبدة النّار ..

ولم أستغرب من المواطنين الغيارى على وطنهم .. والذين تم التغرير بهم وشحنهم من قبل الصحافة ..فأرادو الحق فأخطوؤه

كما انني في ذات الوقت لم اتعجب من صمت الصامتين في الايام الاولى للفتنة ..فهم اما اثرو النأي بأنفسهم عن الفتنة و السير على مقولة ابي تراب " كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب" او انهم خافوا على أنفسهم من هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم أوصياء على العالم .. والذين اعطونا دروسا في الوطنية وحب الوطن خلال الايام الماضية.. لذا اثروا الانزواء والابتعاد خوفا من ان يصيبهم طشار عدم الولاء وعار الخيانة ان اختلفت ارائهم مع أراء الاغلبية ..

لكن اكثر ما اثار دهشتي واستغرابي هو سقوط اقنعة بعض ممن كان يتخفى خلف ستار الوحدة الوطنية والوسطية والليبرالية والمنادات بالحريات ..نعم استغربت ممن كانت تثور ثائرته على الحكومة حين تمنع صدور كتاب .. او عرض حلقة تلفزيونية .. او حجب صفحة الكترونية .. او اغلاق مكتبة .. وذلك كله استنادا الى مواد الدستور .. 30 و 35 و 36 و 37 .. ورفعوا شعارات لا لتكميم الافواه ولا للقمع .. لكن مع هذا كله .. كان موقف بعضهم من هذه القضية منافيا تماما لمضمون تلك الشعارات والمواد التي عوّلوا عليها كثيرا حتى استخدم بعضهم نفس اسلوب الشتم والتخوين الذي استخدمه غيرهم .. ولا ابالغ ان قلت ان بعضهم مع بالغ الاسف قد كتب ما كتب رضوخا لضغوطات خصومهم الذين حاولوا استغلال صمتهم ضدهم .. ما جعل بعضهم - فيي اعتقادي- يكتبون ماهم غير مقتنعين به ..مؤثرين بذلك مصالحهم الشخصية - والبعض مصالح انتخابية - وصورتهم امام الناس .. على الدفاع عن تلك المبادئ التي ينادون بها .. هذا على الرغم من ان المؤبنين انطلقوا من نفس المبادئ ومن نفس المواد الدستورية .. لكن على ما يبدو ان باءهم تجر وباء غيرهم ترفع وتنصب !
******************

اكثر ما سائني مما حصل مؤخرا من تأزم في الشارع الكويتي هو ان هذا الجو الاستبدادي والطريقة الوحشية التي مورست في سبيل اقصاء الاخر والغاءه.. ومحاولة فرض سياسة الرأي الواحد لم يكن من الحكومة بل من الشعب نفسه .. وما سائني اكثر واكثر ان الكويتين الذين طالبوا بسحب جناسي مواطنيهم الكويتيين هم نفسهم من ابدوا موافقتهم على مواد الدستور الكويتي حين توقيعهم على طلب الجنسية .. بما فيها هذه المواد .. التي نضعها هنا لمن خانته ذاكرته فلعل الذكرى تنفع المؤمنين

المادة 30الحرية الشخصية مكفولة.

المادة 35حرية الاعتقاد مطلقة، وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الاديان طبقا للعادات المرعية، على الا يخل ذلك بالنظام العام او ينافي الاداب.

المادة 36حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، ولكل انسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول او الكتابة او غيرهما، وذلك وفقا للشروط والاوضاع التي يبينها القانون.

*****

دعوة لقراءة مقال لطيف للاخ صلاح

حول سحب الجنسية

**********

كل شيء في هذه القضية قابل للاخذ والرد .. فهناك من رأى التأبين خيانة ما بعدها خيانة وهناك من لا لم يرها كذلك ، هناك من يؤمن بضلوع مغنية في في خطف الجابرية .. وهناك من ينفي .. ولكن ما لاا يختلف عليه اثنان هو ان عبدالصمد ولاري هما من اعطيا الذريعه لخصومهم وخصوم تكتلهم بل حتى خصوم طائفتهم بأكملها للنيل والهجوم علييهم

******

عبدالصمد ولاري اخطئا – وانا حقّا اعتقد ذلك لا في أصل عمل التأبين نفسه ولكن لعدم اخذهم ردة فعل الشارع بعين الاعتبار – ولكن ردة فعل الشارع قد فاقت خطأ المؤبنين اضعافا مضاعفة .. وجعلت من خطأهم يبدو في قبال حملة اولئك خطأ لايتناسب مع حجم تلك الحملة المفترسة.. فالحملة – المبالغ فيها - كانت في غاية الشراسة والتي مع الاسف حوت ما حوت من اساليب السب والشتم والسخرية والقدح بألفاظ ساقطة يتعرض الصغار حين تداولها للعقاب فى البيوت المحترمة !ب

******************

في هذه الازمة خرجت بايجابية واحدة فقط.. اني عرفت قيمة القلم وقوّته اكثر من اي زمن مضى

فاالقلم هو سيف من لا سيف له .. ولسان من لا لسان له .. به تجيش الجيوش .. وبه تقوّض حكومات ..وتنهار عروش لتبنى عروش اخرى على انقاض تلك ....

ولولا اهمية القلم لما اقسم الله به ..حيث قال تعالي:

والقلم وما يسطرون

تحية لكل الاقلام التي عالجت هذه القضية بعقلانية وحكمة وبصيرة قل وجودها في الوقت الراهن .. تحية لكل الاقلام الشجاعة التي لم تستوحش طريق الحق لقلة سالكيه ولم تأخذها في رد الباطل لومة لائم

*****
جس الطبيب خافقي

وقال لي :هل هاهنا الألم ؟

قلت له : نعم فشق بالمشرط جيب معطفي وأخرج القلم !

هز الطبيب رأسه ... وابتسم

وقال لي :ليس سوى قلم !!!

فقلت : لا يا سيدي هذا يدُ ... وفم !

رصاصة ... ودم !

وتهمة سافرة ... تمشي بلا قدم !

أحمد مطر