Thursday, January 01, 2009

تبكيك عيني لا لاجل مثوبة


حلّ المحرم بكل أشجانه.. وحلّت الذكرى الخالدة التي تعتصر القلوب.. ورددت صدى الامها القافية...يبيب


أحسين عمري قد كرهت بقاءه===فلعل بعدك لا تطول حياتي



فلتبكيَنّك ما حييت محاجري===وبحفرتي أبكيك بعد مماتي

الشاعر المرحوم علي الدعبلي الخزاعي
----


كثيرون هم مع الاسف من يتعامل مع شخصية الحسين عليه السلام وكأنها مجرّد شخصية اسطورية جامدة فوق تصور البشر، لا رمزا انسانيا حيويا يمكن لاي انسان ايا كانت عقيدته ان يستلهم منه القيم والعبر في حياته الخاصة والعامة، تقديس الحسين نزعة عقلائية لا اختلاف عليها، لكن ماذا بعد التقديس؟ ان ثورة الحسين شاملة، فثورته ليست دينية فحسب، بل لها جوانب اخرى, اجتماعية ,سياسية ، عرفانية ، ولم تكن ثورة الحسين من أجل فئة معينة او طبقة خاصة، كانت ثورته من أجل كل المستضعفين والمحرومين والمقهورين ، كانت ثورته ثورة العدالة ضد الظلم، ثورة الانسانية ضد الوحشية، ثورة الحق ضد الباطل، كانت بحق ثورة السلوك والصلابة والأدب والتمسك بالمبدأ، و كانت ثورة لاحياء الخير والفضيلة وتحرير النفوس بداخلنا،ولا يختلف معي أحد في كون هذه المعاني غير مرتبطة بزمان او مكان، اذاً ما المانع من تذكّر الحسين في أي بقعة من بقاع العالم تتواجد فيها هذه المعاني سواء كانت غزّة او غير غزّة؟ ما المانع من ربط قضية الحسين بقضية من قضايانا المركزية فنجعل من الماضي نبراسا لحاضرنا؟ انه من الظلم ان يتم اختزال ثورة الحسين في ذكر المقتل و الندب والبكاء من دون أن نحاول ان نستلهم الدروس والعبر ونستخلص من شعار " هيهات منا الذلة" شعور عملي تطبيقي ، فالحسين ليس مجرّد دمعة او شعار بلا شعور او ثورة بلا مضمون او معنى، الحسين أكبر من ذلك بكثير، فهو قدوة لكل الشعوب في التمرد على الطغيان ورفض الظلم اينما وُجد.وهذا ما نستخلصه من حديث المهاتما غاندي :نن
ي
’’لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين

10 comments:

بو محمد said...

أحسنت يا ماكس على هذه الكلمات الطاهرة و الحروف النيرة
فعلا، الحسين عليه السلام حافظ على الكيان النقي للأنسان، ذالك الذي أراده الله عز وجل لبني البشر، حافظ على عزته و فكره و إخلاقه و عقيدته و احترامه و سائر حقوقه، كل ذالك تحقق بموقف الحسين و ثبات الحسين و صلابة الحسين و تفانيه في الله، و يا لها من منزلة، و كيف لا تكون له و هو من تغذى من ثدي الإسلام و تربى في حجر الإيمان و كبر تحت كساء الرحمن

و الله يا ماكس، كل ما دخلت مدونة و رأين موضوع عن الحسين عليه السلام أجمد أمام الشاشة، ماذا أقول و من أين أبدأ و كيف أتكلم عن الحسين عليه السلام و أنا أنا و هو هو عليه السلام
أول كما قال سيد جعفر الحلي رحمة الله عليه
بي قرحة لو أنهـا بيلملـم
نسفت جوانبه وساخ يلملم
قلقا تقلبني الهموم بمضجعي
ويغور فكري في الزمان ويتهم

فعلا هذا إحساسي

مأجور إن شاء الله يا ماكس
و لي عندك طلب، إذا رحت مجلس الحسين فاذكرني

سيدة التنبيب said...

عندما نقول في الزيارة
السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره و الوتر الموتور
فإن كلمة ثار الله لم تأت من فراغ .. فإن كل حياة الحسين و كل ما واجه حتى استشهاده و حتى ما قاسته السبايا من أهله كان من أجل الله

بكاؤنا وسيلة لتخليد الذكرى و إحياء الفكر الحسيني .. و إن استعصى ذلك على فهم الكثيرين ..

Mohammad Al-Yousifi said...

الحسين مدرسة

عظم الله اجرك

Safeed said...

كلما حاولت أن أعبر عن الحسين بالكلمات، وجدت أن الكلمة عاجزة عن التعبير عن نفسها فيه.
قلت عنه أنه الحق..
و قلت أنه الكوثر..
و قلت أنه الفضيلة..
فوجدته أكثر من ذلك.
فرجوت الله أن يلهمني كلمة تعبر عن حقيقة الحسين، فألهمني أن أقول:
إن الحسين هو "الحسين"، و كفى!
سيد هادي المدرسي -

.
.
لا أملك ما أضيفه سوى : آجركم الله

Ahmed.K.A said...

إن تقديم الحسين للعالم كسفير للإنسانية هو ما يجب أن نقوم به في ظل هذه الايام العصيبة على الإنسان و بين جميع الفتن الذي تحيط به ..

أحسنت أخي العزيز .. و آجركم الله

Sn3a said...

المشكله ان احنا ماجبرنا احد ان يعرف قدره مثل ما احنا نعرف ويريت نعرف قدره الحقيقي
لكن نتمنى ان مايصغرونه ويعتبرونه انسان وخذا نصيبه

هالانسان -وانا محاسبه على كلامي-اهو حافظلنا على القران وعلى الايمان واهو رمز من رموز الاسلام
اهو علمنا الحريه
وان الاسلام ماكان صلاة وصيام


ربي يتقبل منا ولايتنا لبو الحسن ودمعتنا على ال البيت

مأجورين

ZooZ "3grbgr" said...

كتبت هذا البوست بأحرف نورانيه الهمتك بها مصيبة سيد الشهداء ابو الاحرار

أحسنت ومن الله القبول والمثوبة
حشرك الله مجاهداً في لواء الحسين
آمين يارب

Maximilian said...

بومحمد
سيدة التنبيب
مطقوق
سفيد
أحمد
سنعة
زوز

مأجورين جميعا، وحشركم الله مع من توالون من ال بيت محمد

Manal said...

عظم الله اجوركم

احسنت

فكلما قرانا وسمعنا عن الحسين واهل البيت فلا نرتوي

عابر سبيل said...

شممت عبق مدونتك من خلال تعليقك على أحد المواضيع في مدونة أحدهم ، وقتها شعرت أن هذا العبق ليس غريبا علي كأني شممته في بيتنا ، دفعني الفضول أن أتتبع عبقك فوصلت هنا،حينهاتأكدت أنك مني وأنا منك
لك ولأصحابك ألف تحية