Tuesday, May 12, 2009

تبّا لكلية الطب




في يونيو من عام 2005 ، وحينما كان منتخب الكويت الوطني لكرة القدم يتلقى الهزيمة تلو الاخرى ( كالعادة) في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في ألمانيا، وتحديدا بعد هزيمة الازيرق من قبل المنتخب السعودي الشقيق 3-0 في الرياض وضياع حلم الوصول الى المونديال، أعلن الشيخ أحمد اليوسف الصباح قرار استقالته من منصبه كرئيس للاتحاد الكويتي ، قبلها كانت الجماهير الغاضبة قد شنت حربا ضروسا وأطلقت وابلا من الانتقادات على الاتحاد ورئيسه، محملين الرئيس بالدرجة الاولى مسؤولية الاخفاقات والنتائج الهزيلة، اتذكرحينها قد صرح الشيخ بوتركي ردا..على من اتهمه بالتقصير بأنه أجتهد وتفانى في العطاء من أجل الكويت وتحقيق الانجازات واسعاد الرياضيين.. الا انه
ليس لكل مجتهد نصيب


ليس لكل مجتهد نصيب


أثناء تواجدي في قاعة الاختبار، لقد استذكرت مقولة " بو تركي" تلك، وذلك بعد مرور أكثر من ساعة وأنا احاول بلا جدوى فك طلاسم أسئلة الاختبار التدميرية والتي بواسطتها تناوب " الدكاترة الأطباء" على اغتصاب طلبتهم اغتصابا وحشيا أفقد عُذرية كل من تواجد في القاعة،حيث وُضعت الاسئلة التعجيزية بأساليب سادية ..ماسوشية.. ما سبقهم بها حتى ماركيز دي ساد، اومازوخ في رواياته...وكانت نتيجة وعلامات هذا الاغتصاب الجماعي بادية على أوجه جميع من كان حولي في قاعة الاختبار في ذلك اليوم...ييي
بلبلب
ألتفت يمينا لأجد "رامداس" الشاب الهندي يتصبب عرقا ويرتجف من الأسئلة التي أمامه، وألتفت شمالا لأرى" توم" الويلزي يفرك يديه بعصبية حينا، ويقضم اظافره حينا اخر وكأنه يلتهم شيئا،أما "ريتشارد" الجالس أمامي مباشرة , فكان يهز قدميه وينتف شعر رأسه بطريقة غريبة، ولم أكن بحاجة للالتفات خلفي لسماع زفرات وتنهدات الفتاة اللندنية غابرييلا.. والتي كانت أنفاسها لاهثة بقوة، كل هذه المشاهد لم تكن كافية لامتاع و إشباع سادية من وضع أسئلة الاختبار.. فبعد مرور حوالي نصف الوقت على الاختبار، أجهشت مجموعة من قوارير كليتنا الغراء بالبكاء والنحيب، ليزيدوني توترا أثناء الاختبار الذي تجاوز السبعين صفحة!! وكأن من وضع الاختبار يريد تسجيل اسمه في موسوعة غينيس على حسابنا، فلوهلة أحسست حينها اني كنت هناك لقراءة كتاب، لا لحل اختبار....للل
منكمننكمن
سوء الأداء في الاختبار لم يكن لقلة اجتهاد أو اهمال من جانبنا، لقد قضينا شهور بلياليها الطويلة المصطبغة بالقهوة وعلب " ال رد بول" ( اللي ما عطانا جوانح) نتقلب بين أحضان الكتب والبحوث ، كنا نداوم اجباري في المستشفى من ال8 صباحا وحتى 5 عصرا نعمل خلالها ونراقب ونظطر احيانا لتحمل اهانات من ديناصورات المهنة.. ورغم التعب والارهاق الذي يتملكنا بعد اليوم الطويل، كنا نعود منازلنا لا للراحة .. بل لمواصلة اليوم بالمطالعة حتى وقت متأخر لانهاء ما يمكننا انهائه من كميات خيالية تحويها دفات تلك الكتب ، مكتفين احيانا بثلاث ساعات من النوم، لنصحوا من جديد للحاق بدوام المستشفى من الصباح الباكر،وبعد هذا كله .. يكافئنا الساديوون بوضع اختبارات من النوع التي يشيب فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير، وهذا ما يجعلني أرى مقولة بوتركي منطبقة تمام الانطباق على حالنا، ليس لكل مجتهد نصيب " لدى دكاترتنا"

ان هذا هو ما يسميه أحد الأصدقاء التآمر المهني

استضعاف الصقور لحمائم المهنة , و كلاهما , عن قريب , لسائر المجتمع

أعرف أحد الأ شخاص ممن درسوا الطب , سأل طبيب شايب

ألا تعتقد بأن كليات الطب تبالغ في المعلومات التي تحشوها في ذهن الطالب ؟

يقول صفن شوي .. بعدين قاال

when you get old , you will know that you've wasted your time !
but you have to do it !

لا أعلم متى سيعي صقور وديناصورات المهنة ان هناك هناك فارق واضح ..و لكن قد يختفي من شدة وضوحه، يُفَرق ما بين التعقيد و المتانة العلمية، وانه على الجامعة ان تسعى لتأهيل الطالب .. لا تعذيبه،
التعليم صار أسهل من ذي قبل بكثير ،صار بالامكان ان يتحول التعليم الى لعبة يلعبها كل من شاء على الانترنت , و بجودة عالية في تقديم المعلومة و محاكاة الموضوع...و تصير تصفيات عالمية.. و ما الى ذلك،و لكن التجاوب مع هذه الحقيقة ليس سهلا على صقور مهنة الطب مع الاسف
-----
حتى موعد النتائج..بانتظار حلول معجزة