خذ مثالا وحدا فقط وهو العصر العباسي.. العصر العباسي كان يمثل احد العصور الذهبية للعرب في جميع المجالات انذاك .. ازدهار وتطوّر ونمو صاحبه شيوع اكبر مظاهر المجون والخلاعة والعبث .. والغريب ان الشذوذ ( اللواط) قد انتشر انتشار النار في الهشيم في ذاك العصر حتى ان بعض الامراء والحكّام كانوا على رأس الممارسين لهذه العادة الشاذة .. حتى الشعراء الماجنون جاهروا بها كما ينسب الى الشعراء بشّار بن برد ومطيع بن اياس وغيرهم .. يرون في في هذه العادة عنوان للذوق الرفيع فوصفوا فيها فأجادوا الوصف .. والامر والأدهي ان التاريخ يحدثنا ان هذه العادة لم تكن مقتصرة فقط على الشعراء الماجنين والحكّام بل اشتهر بها علماء وأدباء وكتّاب ذاك
وعلى اللواط لا تلومن كاتبا ..... ان اللواط سجية في الكاتب
ليت الجاحظ حيّا لاسأله ان كانت أمريكا واوروبا هم وراء تفشّي هذه الظاهرة في عصره !
بل بلغ حب بعض العرب في تلك الحقبة لهذه العادة حداً فضلوا فيه شراء الغلمان على الجواري تصوّر !! ابشيييه
حتى ان الجواري اخذو يتشبهن بالغلمان ملبسا ومظهرا - وليس العكس !! - واطلق على بعض الجواري
غلاميات تشبها بالغلمان طمعا في رضا الأسياد واشباعاً لنهمهم البهيمي
حتى سُئِل أحدُهم يوما عن ملذات العيش ما هي .. فقال كلمته المشهورة " طعام أحبر .. ومدام أصفر .. وغلام أحور "
.. والحديث يطول عن هذا الفقيه الذي له نوادر وطرائف ويحدثنا التاريخ عن صولاته وجولاته في عالم الشذوذ .. حتى قيل انه اتخذ اربع مئة غلام أمرد حسن الوجه من أجل لذّته ... يالظالم .. 400 ؟؟؟؟ قاتلك الله يا مريض
أميرنا يرتشي وحاكمنا يلوط والشر بيننا راس
قاض يرى الحد في الزناة ولا يرى على من يلوط باس
ما احسب الجور ينقضي وعلى الامة وال ٍ من ال عباس
وقال اخر فيه يحيى بن اكثم
متى تصلح الدنيا ويصلح اهلها اذا كان قاضي المسلمين يلوط
هذا فقط مقتطفات من العصر العبّاسي .. ولم اتحدث عن العهد الاموي والخليفة الوليد بن يزيد بن عبدالملك الذي راود اخوه عن نفسه كما ذكر الامام السيوطي في تأريخه ولا عن عهد الممالييك حيث الكلام يطوول
الزبدة .. بلاد العرب ليست بمنأئ عن بقية العالم على مر التّاريخ .. والسلوك الحسن والسيئ غير مرتبط بمكان دون اخر .. فكما ان تاريخنا مليئ بأسماء خلّدها زهدها وتقواها وحسن سلوكها .. يحدّثنا التّاريخ عن وجود النقيض دائما ..فهناك ايضا أناس تنافسوا على الشهوات .. عقولهم خالعة تتصوّر الجنس حتى في الحجارة .. وكروشهم أشبه بقرب الماء كصاحبنا صاحب مقولة الغلام الاحور والمدام الاصفر .. وهذا شيئ طبيعي نتج بسبب حالة البذخ والترف التي وصلت له الامة في تلك الحقبة
نعم .. الغرب لهم دور في التّاثير على منطقتنا من خلال الغزو الاعلامي بشكل او بأخر .. لكن هذا لا يعني ان نلقي بكل الاخطاء عليهم وندفن رؤوسنا في التّراب لنهرب من حل المشكلة .. فلنكن اكثر عقلانية في تحليلنا للامور ولنشغل عقولنا اللتي صدأت لنعالج تلك السلوكيات والمشاكل الاجتماعية المنتشرة في طول وعرض البلاد ... فمثلا بدلاً من ان نقول ان الشذوذ اتانا بسبب الغرب .. فلنفكر بطريقة افضل ونرى أسباب المشكلة اجتماعيا .. فقد يكون السبب هو الكبت الجنسي الاجباري والمزمن ..- ككبت المساجين في بريزن بريك وتي باغ خير مثال لول - و قد يكون السبب هو الترف والوصول الى حالة البذخ القصوى والحرية المبكّرة .. او البطالة او الملل الخ .. أسباب كثيره قد نصل اليها في النّهاية لو اعملنا فكرنا قليلا .. فاذا عرفنا موطن الخلل سهلت عملية العلاج .. وذات الشيئ ممكن تطبيقه على باقي المشكلات لو فكرنا وحلّلنا بعيدا عن العاطفة الجامحة .. فمتى نفكر بطريقة طبيعية ونبطل نتحجج بالغرب ؟